في تطور حديث، قامت شركة بورش الألمانية لتصنيع السيارات الفاخرة بمراجعة توقعاتها المالية لعام 2024، مشيرة إلى الاضطرابات في سلسلة توريد الألومنيوم والضغوط السوقية المستمرة في الصين. وتتوقع الشركة، المشهورة بمركباتها عالية الأداء، انخفاض إيرادات المبيعات عن التوقعات السابقة، مع تقديرات أرباح تتراوح بين 39 مليار يورو و40 مليار يورو - وهو تعديل هبوطي من التوقعات السابقة التي تراوحت بين 40 مليار يورو و42 مليار يورو.
تنبع مشكلة سلسلة التوريد من فيضان غير متوقع أثر على منشأة إنتاج أحد الموردين، مما أدى إلى نقص في مكونات الألومنيوم. وقد أثر هذا على جداول إنتاج مجموعة سيارات بورش بأكملها، مما قد يؤدي إلى توقف مؤقت في تصنيع بعض الموديلات. وتدرك الشركة أن تأخيرات الإنتاج من المرجح أن تستمر طوال النصف الثاني من العام، مع عدم القدرة على تعويض الإنتاج المفقود والتسليمات بالكامل.
وبالإضافة إلى الضغوط المالية، تواجه بورش ظروف سوق صعبة في الصين، حيث تراجع الطلب. وأعلنت شركة صناعة السيارات عن انخفاض بنسبة 7% في عمليات التسليم العالمية للنصف الأول من عام 2024، مع انخفاض أكثر وضوحًا بنسبة 33% في المبيعات داخل السوق الصينية. ونظرًا لأن الصين تمثل ما يقرب من 20% من مبيعات بورش العالمية، فقد أثار التباطؤ مخاوف بين المستثمرين، مما ساهم في الضغط المستمر على أسعار أسهم الشركة.
ورغم هذه العقبات، لا تزال بورشه متفائلة بشأن أدائها التشغيلي. وتتوقع الشركة أن تشهد تحسناً في الربحية، مع توقع انخفاض هامش التشغيل إلى نطاق يتراوح بين 14% و15%، وإن كان أقل من المستهدف في البداية بين 15% و17%. وأشار المحللون إلى أن نتائج بورشه في الربع الثاني من المرجح أن تظهر هوامش ربحية محسنة ومعدلات تحويل نقدي، وهو ما يعكس مرونة طرازاتها الفاخرة ذات الهامش المرتفع وسط مبيعات ضعيفة في الصين.
ويسلط وضع بورش الضوء على التفاعل المعقد بين سلاسل التوريد العالمية وديناميكيات السوق الإقليمية. وتؤكد إدارة الشركة الاستباقية لانقطاع إمدادات الألمنيوم وتركيزها الاستراتيجي على الحفاظ على الربحية على التزامها بالتغلب على التحديات الحالية. وبينما تعمل بورش على تعديل أشرعتها في مواجهة الشدائد، تراقب سوق السيارات الفاخرة بشغف كيف ستواجه العلامة التجارية هذه المياه المضطربة، وتحافظ على سمعتها في التميز والإبداع.